يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بموقف يحدث يوم القيامة حين يوضع الميزان ويوضع الصراط، حينها تقول الملائكة «سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» [ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 941] فلنفتح له قلوبنا وعقولنا.
قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم-: «يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا، فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة من تجيز على هذا، فيقول من شئت من خلقي، فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» [سبق تخريجه].
سبحانك ربي!!... الملائكة الذين يقول الله تعالى عنهم: {لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ} [التحريم: 6]، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السماء: «ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى» [حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2449]، هؤلاءالملائكة يقولون لله يوم القيامة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.
فجدير بنا أن نقارن الفارق الشاسع جدا بين عبادة الملائكة التي لا تنقطع بعبادتنا في رمضان الفائت -من صلاة وصيام وصدقة وغيرها-، وهي وإن كانت من أكثر أيام العام التي نتعبد فيها لله، فهي على الرغم من ذلك ضئيلة جدًا جدًا جدًا.
وحري بنا أيضا أن نتذكر سعة حلم الله بنا، وستره علينا، وسعة عطائه، وجميل نعمه، ونقرن ذلك بمعاصينا وقلة شكرنا، وقليل عبادتنا.
عندها سندرك معنى ذلك الحديث الذي جاء ما فيه في صحيح مسلم وغاب عن الكثير معناه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة» [صحيح البخاري: 6463].
وحاشاك يا رسول الله عن المعاصي، ولكنها إدراك لمقام العبودية وحقيقتها، ومقام الربوبية وحقوقها.
وعندها لن يسعنا إلا أن نناجي ربنا: "سبحانك ما عبدناك حق عبادتك".
اللهم ارزقنا عبودية صادقة لك، وخشوعا وقنوتا إليك،
وارحم ضعفنا وعجزنا
واجبر تقصيرنا.